Image Not Found

زيارة لمشروع كروة موتورز بالدقم

د. حيدر اللواتي – لوسيل

أتيحت لنا قبل عدة أيام فرصة ضمن وفد جمعية الصحفيين العمانية بزيارة المنطقة الاقتصادية بالدقم التي تبتعد عن العاصمة مسقط حوالي 650 كيلو مترا برًا، وساعة واحدة جواً. وهناك اليوم رحلات جوية عبر مطار مسقط الدولي إلى مدينة الدقم بواقع 6 مرات في الأسبوع ذهابا وإيابا. وتقع هذه المنطقة على ساحل بحري بكر وجميل على بحر العرب والمحيط الهندي، وتضم اليوم مشاريع صناعية وخدمية ولوجستية، فيما تنتظر المنطقة فرص واعدة في الكثير من المشاريع الأخرى، تضم المؤسسات التعليمية والتدريبية بجانب المصانع والمرافق والمنتجعات السياحية.

وشملت الجولة ضمن زيارتنا الوقوف على مشروع كروة موتورز للسيارات الذي يتم تأسيسه برأس مال قطري عماني، من خلال إنشاء أول مصنع مشترك لإنتاج الحافلات. فهذا المشروع يقام بشراكة إستراتيجية بين مواصلات قطر التي تمتلك نسبة 70% من حصص الشركة، والصندوق العماني للاستثمار (الصندوق السيادي) بنسبة 30%. والمرحلة الأولى من المشروع تبلغ تكلفتها حوالي 90 مليون دولار أمريكي، حيث منحت هيئة منطقة الدقم الاقتصادية لهذا المشروع مساحة أرض بواقع 55 هكتاراً، فيما يهدف المشروع لتجميع وتصنيع الحافلات والسيارات بواقع 250 باصا في شهر عند بدء الإنتاج وبحوالي 2000 وحدة سنويا من مختلف أنواع الحافلات الكبيرة والصغيرة وحافلات المدارس والشاحنات والسيارات والمركبات الأخرى.

المشروع الآن في مرحلة تسوية التربة لتبدأ لاحقا إقامة البنية التحتية له من المباني الإدارية ثم الورش الصناعية وتركيب المعدات اللازمة في المراحل الأخيرة. ويدخل هذا المشروع كاستثمار إستراتيجي من قبل حكومتي السلطنة ودولة قطر، فيما تم اختيار شركة «هايجر» الصينية المشهورة في مجال تصنيع الباصات والحافلات كشريك تكنولوجي ومورد للأدوات والمعدات لهذا المشروع. وتهدف إدارة شركة كروة موتورز بأن يصبح المشروع الأكبر في المنطقة بحلول عام 2022، بل تصبح الشركة أكبر مورد للأسواق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع توفير طلبات السوقين العماني والقطري. وتؤكد بيانات الشركة أن هناك طلبا متزايدا على الحافلات في جميع أنحاء العالم، وأن الشركة لديها الخطة للدخول في الأسواق المطلوبة فور بدء الإنتاج.

الخطة التي وضعتها الشركة بأن يتم إنتاج ما يقارب 1000 حافلة سنويا في المرحلة الأولى على أن ترتفع إلى 3000 مستقبلا، ولكن التحدي الآن يكمن في بعض التأخير الذي يؤدي إلى تأخر إنتاج المشروع عن الموعد الذي تم تحديده مسبقا. والمسؤولون في الشركة يؤكدون أن اختيار مدينة الدقم لإنشاء المصنع جاء نتيجة قرب وسهولة الوصول إلى ميناء الدقم، وبما يضمن تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد، بجانب إعادة التصدير في عمليات النقل البري للمواد الخام ولتصدير الحافلات المصنعة الجاهزة لاحقا من الميناء، الأمر الذي يحد من تكاليف ووقت التخزين لهذه السيارات والحافلات.

إن مشروع مصنع كروة موتورز سيتم تجهيزه لاحقا بأحدث التقنيات التكنولوجية، فيما من المتوقع أن يجلب هذا المشروع مزيدا من المؤسسات والشركات والاستثمارات الأجنبية لصناعة قطع غيار السيارات والمكونات الأخرى للسيارات، بجانب دخول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تأسيس مشاريع الخدمات الهندسية والإلكترونية والورش للتكامل مع هذا المشروع. كما من المتوقع أن تصل استثمارات هذا المشروع لاحقا إلى 160 مليون ريال عماني (416 مليون دولار) لتعزيز تواجده في المنطقة.